2‏/7‏/2012

بين الرغبة والحاجة..






لم أستطع تجاهل الموضوع.. والمرور بهدوء والابتسام هذا الصباح لوجه الشروق الذي سريعاً ما يحجبه صفاقة عقول وقلوب البشر..

ولأن المنطق أصبح مصلوب على جدار الرغبة والحاجة..ولم يعد كسابق عهده من الصفاء والوضوح..وأصبح يؤول كما يحلو لمقتضى الحال..وبمقدار ما نتخلى عن القيمة الإنسانية وبمقدار ما نلغي المعاني الفاضلة ونحني رقبة الحق.. ننتصـــر..

ونتحول إلى أمم وقبائل مستذئبة ترصد حاجتها فقط وتعليها فوق كل شيء..!!

انصفنا المولى عز وجل..وتكابرنا على إنصافه!!

ستقول كيف؟؟ وتتشعب الأمثلة..
وعلى كثرتها إلا أني سأكتفي بمثال وهو السبب الذي دفعني لأكتب هذه الحروف التي لن تنصف أحداً ولن تغير قوانين القهر والجور وحياة الظلام والاستبداد وخوض الطغاة في أعراض أهل الفاقة والكرب وأمتصاص أرواح الضعفاء..

زواج المسيار..!!
أباطيل ما انزل الله بها من سلطان..وما نوع في كتابة الكريم أشكالاً وألواناً للزواج..!

كان صريحا وواضحا ومنطقيا عقلانيا قال تعالى: (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ) النساء 

أنصف المولى رغبة الرجل بأربع من النساء وأشترط بوضوح (
العــــدل) فأين المسيار وكل أشكال الزواج الاخرى من العدل؟؟!!
لم يناسب إنصاف المولى عز وجل  " السيد الرجل"  لذا أبتكر لرغبته مخارج يقنع نفسه بصحتها وتقواها وبرها وابتعاده بها عن المشبوه والحرام..محاولاً إسكات ضمير الحق أن وجد في داخله بإسكات رغبته النهمه..هو لم يحلل ولم يُفتي هو أتبع رجال الدين الصالحين وأصبح صالحاً ترى النور من وجهه الوضاء وعلامات الطهر وكثرة الصلاة ترتسم على جبينه..!!
ومن منطلق هذا الصلاح والانشغال بالتقوى تزوج " مسياراً " حيث أن وقته ضيق جداَ ولا يستطيع العدل..

وتتسع مساحة الخطأ البيّن الواضح وتشترك النساء به لذات السبب من الرغبة والحاجة..فهذا خيارها المتاح حينما تُغلق الأبواب في وجهها وتتعملق أمانيها وتسحقها الخيبة..

أخيراً..وكما قال صاحبنا الفاضل "ظروف الناس مختلفة ولم أجبر أحداً..أنا أبحث فقط! "
جميل أنه أنهى حديثة بعلامة تعجب حائرة كما وسع الحيرة من أهل هذا الزمان.
وحسبنا الله ونعم الوكيل وكفى..

دمتم بعدل

هناك تعليق واحد:

  1. متى ما ابتعد الإنسان عن مفهوم العدل الحقيقي كلما ضاق به عقله في مجال تفكيره ورغباته ...
    وربما يصل به الأمر إلى البحث عن تلميع ابتسامته على حساب تعاسة غيره

    ,,, ونمضي

    ردحذف