20‏/9‏/2012

عدم احترام القوانين





حسناً..
من الغرابة المنقطعة النظير.. التي يتحلى بها المجتمع العربي "الرومانسي"
(عدم احترام القوانين)
في كل بقعة من الدنيا على أمتداد العروبه وترامي أشلائها وتعدد أجناسها..
وتباين طباعها..وفبركة لهجاتها.. -هذا لغير الناطقين بالفصحى- !!

والأمثلة كثيرة جداً لن أقول أنها تُرهق كاهل النظام..إنما قد تخطف بـصره وبصيرته..
وتُدخل أصابعها في عينه من وقاحتها وجرئتها..مُنتزعة بصيص الأدب!

سأضرب لكم مثال صغير قريب من قلبي يضحكني كل ما تذكرته بشكل هستيري..
في أحد الأيام رافقتُ أمي -جعلني الله فداء أقدامها- إلى أحد المراكز التجارية تلك الضخمة للخردوات فهي مترامية الأطراف
كثيرة البضائع..يصعب تصنيفها..والإقبال عليها كارثي..!!
المهم..
بعد أن قضينا حوائجنا توجهنا لمنطقة المحاسبة وهناك صفان..
صف للنساء وأخر للرجال.. نظرت أمي بعينها الثاقبة فإذا صف الرجال أقل من مصيبة صف النساء..
فقررت سريعاً أن تشُّن حركة هجومية على صف الرجال..وعندما أنطلقت تتدحرج ..ورأيتُ وجهتها استوقفتها وقلت أنا سأحاسب..أرتاحي وأخرجي أنتِ..لم أكن أريد مناقشتها في تلك اللحظة ولا توضيح الأمر لها..
فهي في هذه الحال لن تسمعني..وأكثر ماسوف تقول: ريحينا من الفلسفة..!
ثم نظرت لي نظرة جانبية فاصلة وقالت: (لا والله راح ياكلوكي خليهم عليّ) "بمعني سـ يأكلوني" هكذا نيّه 
وهي لا تقصد السعر..فهذه المتاجر تضع أسعارها على السلعة بطريقة لاتسمح بالفصال.. لكنها تقصد الوصول لمنطقة المحاسبة..

وقفتُ جانباً فلما حاولت الدخول في الصف منعوها المسؤولين بعد أن أحتالت حيلتها هناك..
عادت لصف النساء ونظرت له فإذا هو يغيب في أخر المتجر..!!
فقررت أن تدخل في المنتصف..
وعندما حاولوا منعها أفرغت جعبة حيلتها إلى أن دخلت في منتصف الصف..
وأنا أرصدها من بعيد بعين المستسلم..ثم بعد أن أستوت كالمنتصر في قلب الصف نظرت إليّ نظرة الإنتصار وهزت رأسها بمعنى تعلمي....!
حاولت بعد وصولنا للمنزل أن أفهمها ضرورة الأهتمام بالنظام..
وقلت: لو كنتِ في أخر الصف لما رضيتِ أن يدخل قبلك المحتالين..!
لم ترد عليّ..وكانت تتعمد أن تشغل نفسها لكني متأكدة أنها سمعتني جيداً بل وأستوعبت..
أمي وأعرفها..

من الغريب..
أن نكره النظام وهو وسيلة فعالة للعطاء والأخذ بإنصاف..!
للأمانة ماجعلني أكتب هذه الأسطر ليست بساطة أمي..
إنما ما يتكرر من الخروق الجلية للكثير من الأمور
فلماذا الإصرار على وضع أنفسنا في مكان حرج مهما كان السبب..؟؟

حري بنا أن لا نسمح لأي لسان أو قلم أو توجيه ينال منا..!!

نحن نتميز بكامل الفهم 

دمتم أحبتي بود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق