29‏/1‏/2014

من ليلة الحب..لهاجس الرحيل..

 
 
 
 
" على امتداد السقوط بقايا..أبذل أملاً أن أقدر على أخذ شيء منها..
يصفعني الفشل بقسوة..يرتعد السلام الذي نشأ في أعماقي ولا اقدر على معانقته..أعاقبة بالمزيد من التمرد..يتجرد ويدعني وحدي..أكابر على غيابه وأبعث ابتسامه كتلك المفتعلة حينما تداهمنا الحياة وتهمس: صورة جماعية!! 
"
" أبدو على حافة الرحيل واستمر في محاولة تخليد أخر رشفة من ماء روحي "

يتذكر حين قرأ هذه الكلمات وقدرتها الفائقة على تعريته..تشبه تماماً عيناها حينما تنظر له وهي تميل برأسها قليلاً مع ابتسامتها المربكة له..
مُخزي أن تظهر سوءته بهذا الوضوح..وتظل مفتونه محبه بصدق!!

اكتبيني..
أين..؟؟
في قلبكِ..بين أفكارك..ومحيط ذاكرتكِ..
وأين..؟؟
في تفاصيلكِ..وبين أشيائكِ..وعميق أحلامكِ..
وأين..؟؟
في دفتركِ الذي يختبئ بجانب وسادتكِ..
وترقد يدكِ على دفته..كما ترقد على صدري الآن..
متى..؟
حين أرحل..



تتعالى ضحكاتها..وتصبح أشهى.. تميل برأسها للخلف ويتمطى جيدها فتنه..تؤرقه سلسلتها الذهبية التي طوقها بها ذات شتاء وهي تتكور في حضنه..يشعر أنها تقاسمه أنثاه..!
وتشتعل في قلبه قصيدة..يكتبها قُبلات..صدرها مطبوع على عينيها..وعجزها مغموس في شفتيها..


ســ تكتبيني..؟؟
نعم..
أين..؟؟
في الصفحة الأخيرة من هذا الدفتر..وأحرقه..
وأين ستكتبين بعد ذلك..؟!
سأبتاع لي غيره..
متى..
حين ترحل..


يقبض على كفها بعنف..يلوي ذراعها خلفها..ينهض بها من على صدره..
يشد ذراعها أكثر..يقلبها على ظهرها..تُشيح بوجهها عنه..يتجمد بين شعرها ونحرها ويهوي رأسه حيث قرطها..ويهمس..


ماذا تنوين..؟؟
إلغاؤكَ..محوكَ..
ستفعلين..
إبدالكَ..
ستجدين..
وأكتبه..
ستبدعين..
وأعشقه بجنون..
ستأسرين..
وأحبه..
نعم..نعم..ستفعلين..
لكني أحبكِ..!!
هذا فقط حين ترحل..



يصمت..ويتثاقل جسده فوقها..تحرر يدها من قبضته وتدفعه..
ينقلب جثة هامدة..كالمقتول..!
وحيث عيناه عالقة في النافذة تسير..وقبل أن تصل إلى حيث ينظر تتوقف..يتحول ببصره عن النافذة ويتأملها طويلاً..
يمد يده.. فتعود تقفز إلى جانبه وتتكئ على صدره لتنغرس في قلبه أكثر..


ســ أفتقدكِ..
أوَ تشتاق..؟!
إلى أن ينخلع ضلعي الذي يحتضن قلبي..
ستعريه..؟؟
ولن يشعر بالدفء أبدا..
ألن تحاول رتقه..؟؟
ستنخرق كل الرقع..فهي ليست مني..
وهل أنا منكَ..؟؟
أنتِ كلي..
أحبكَ ..فقط لا ترحل..


تدنو منه..وتتدلى..تهيج في قلبه أغنية ويدندن:
" كنتِ إعجاز وسحر..كنتِ دنيا من طهر.. كان نوركِ في جبين الكون بادي..كان في صمتكِ طرب..كان في عيونكِ شغب..كان حسنكِ للحسن يرسي مبادئ..كنتِ في أجمل حضوركِ..كنتِ في أعدل غروركِ"
تغرس أنفها وشفتيها حيث منابت شعره أعلى جبينه وتُقبله..تنسحب إلى حيث التقاء حاجبيه وتطبع ثانية..ثم ترتفع لأعلى قمم أنفه وتضع ثالثه..ثم تنزل لتحشر رابعة بين أرنبة أنفه وشفته العليا..
وتنساب لتضع الأخيرة على ذقنه..


أعلم أنكِ كاذبة متفوقة..وأنكِ لا تُظهرين جزعكِ..
أعلم أنكَ مراوغ ماكر يستهويك حزني..
وستبكين..؟
ومن ثمة سأنام ملء جفني..
وحينما تستيقظين؟؟
سأفتح نوافذي للنور..وأقتني عطر جديد..
وحين تُمسين..؟
سأضع عطري الذي ابتعته.. لرجل آخر..
كاذبة..كاذبة..
أخرج من هذا الباب وتلصص من النافذة ذات مساء لتتأكد..!


سحبت دفترها وبدأت تكتب..نهض مسرعاً يتتبع رقصات القلم بين أصابعها..
من ليلة الحب أكتب رسالة..لهاجس الرحيل..
أما بعد:
لستُ ياحبي ممن يبكي المغادرين.. ولا ممن يتتبع خطى الراحلين..
ولا ممن يقتات الحب من على موائد الزيف..ولا يشبع حبي الفتات..
لن أبدد عمري في انتظار سحابات غيثكَ..ولن أنكس أعلام مملكتي وأسلمها للزاهدين..
ولن أنثر بعدكَ نداءات الصمم..!
وحين أتذكركَ سأبصق عن يساري وأستعيذ بالله منكَ..
فرحيلكَ ليس إلا نهايتنا..وبدايتي...

هذه الصفحة الأخيرة..
التوقيع:حبيبتكَ سابقاً..وللأبد..

أغلقت الدفتر ودفعته له ..لم يعد الاثنان يعنيانها من هذه اللحظة..
وفي دوامة صمته وذهوله..تراكمت الأسئلة.. تعلقت بأعماقه..
اجترت داخله للخارج في رحلة وجع مريرة..لـ يصرخ السؤال في محاولة نجاة بإجابة..



ماذا تفعلين..؟
أُطبق افتراضك..وأرحل..
لكني أمازحكِ..
أما أنا فـ جادة.. 
من يحدثني في ليلة الحب عن الرحيل لا يستحق قطعاً وقتي الثمين..!!
حاول حينها أن تبكيني أو تكتبني..
أو جرب نسياني.

 

خرجت بهدوء كما دخلت لم تفارق وجهها بسمة لطالما استقبلته وودعته بها..
كان الأمل بالحب أكبر من محيط يأسها منه..
سحبت خلفها باب النهاية المُؤصدة..
وأغلقته إلى يوم يبعثون.

تأكد في هذه اللحظة أنه لم يخسر كل الوقت الممنوح له في شغف إبقاء رائحته على ذاكرتها..
بل وخسر حبها..
لأول مرة يفهم أن الحب طريقة ليس غاية يجب الانتهاء لها.
 
 
 


 

26‏/10‏/2013

هـن الطوفـــان..



في تحدي سافر أقدمتُ عليه مع أبي مفاده أنّي سأقود السيارة يوماً وهو شخصياً من سيعطينّي المفتاح بيده .. أُلغيت أهليتي، و ربع قرن من عمري حسنة السيرة و السلوك, وتعليمي الأكاديمي, ورجاحة عقلي المشهود بها وأصبحت مجنونة ..هكذا جزافاً ..وحد هذا الجنون القتل..!
وهو تهديد أخير وحل أخير يقوم به كل الولاة على الأرض حين تخونهم شجاعتهم في استيعاب أي متغيرات لا تروقهم ..نعم .. يكفي أن لا تروقهم.
وما لا يروقهم قد يكون حاجة مُلحة دعت الضرورة استحداثها ولا تنافي شرع أو عقل.. أو قد تكون مطالب تحفظ كرامة الإنسان وتوفر له الحد الأدنى من حياةٍ كريمةٍ .

كانت تدور أحداث هذه اللعبة الكلامية على طاولة الود وعشاء شهي عائلي وبلاعبين افتراضيين الأبنة المتمردة والأب القامع تحت مظلة المُزاح، لكن يقيني ويقينه أنها لا تخلو من حقيقة.

للحظة شعرت بأسف عميق.. وهو بالمناسبة -أقصد أبي- من عمل على إطلاق عقلي والدفع على تحرره من قيود الحجّر على عقل المرأة أو تسفيهه.. وتمنيتُ الجنون..!

صرخت قائلة: أتعلمون أنّي نادمة على حشو حياتي بمسائل العقل وأتمنى لو يعود بي الزمن أصغر حتى أمارس بعض تفاصيل الجنون والتهور.. ولا يهم أن تم عقابي، يبقى الجنون مُعارض صريح لما يدّعيه ويدعون له العقلاء..
لكن المؤلم عقابي لأني أريد حق يكفله العقل..!
وحينما ساد الصمت.. وفي محاولة من أمي لتلطيف الجو بعد إحساسها الفطري بتوتر الوضع, أطلقتْ ضحكة وهي تتنقل بين طيات ذاكرتها وقالت: منذ صغركِ ما عهدتكِ مجنونة كنتِ دائما عاقلة خلا مرة دخلتُ عليك تدورين معصوبة العينين لم أتمكن من انقاذكِ حتى اصطدمتِ بالجدار و أُصبتِ في رأسكِ وعانيتِ نزيفاً.
ابتسمتُ وقلتُ: لربّما أصبتُ بالجنون وحاولت الدوران معصوبة العينين..!

وهكذا فهمت إن ارتفاع وتيرة التوتر رداً على كل المطالب الضرورية ستخلق جنوناً مركباً، يشبه الدوران معصوب العينين في محيط مليء بالجدران وصِدام يُكلف نزيفاً.
 
خلاصة القول.. مهما علت تلك الجدران وسمُكت ستنال السعوديات حقوقهن بالنزف أو الضمادات ..
السعودية أطول قامة من تلك الجدران وأمتن إرادة ,هن الطوفان .




 

26‏/6‏/2013

الفرق بين الضرورة والاحتمال




لا يحق لعاقل بأي حال من الاحوال الاستهانة بأي احتمال مهما بدأ ضئيلاً كطفل أُجهض قبل أوانه.. وكأن صلته بعالم الأموات تبدو أقرب منها للحياة..!
كل الاحتمالات يقف خلفها إيمان عظيم يحولها لكيان يلامس أرض الواقع وربما لضرورات لا تستمر الحياة دونها.
وأكبر خطأ نقع فيه هو تحقيق الإحتمال السائد الموروث أو المتعارف عليه واعلائه حتى لو كان محض خرافة أو تهريج.. مُقنعين انفسنا بأنه ورقتنا الرابحة " ربّما " حيث أن ضماناته أكثر وأقوى..
و "ربّما " تلك تستمر في نخر قناعاتنا زماناً طويلاً لنتأكد انحيازنا للخطاء في لحظة ضعف.. لما لا نحتاجه ولا يمثلنا لأنه كان " فرصة متاحة " لا أكثر..!

هل يجدر بنا المثول للاحتمالات أم للضرورات..؟
وهل تمنحنا الحياة فرص متكافئة..؟
 والأهم.. كيف نعرف الفرق بين الضرورة والاحتمال..؟؟


بين حدود الاحتمالات وحد الضرورة القصوى خيط رفيع يأخذ بيد الضال لضالته
وما أنا على يقين منه أن " رجلاً " لن يكون ضرورة قصوى ولا ماء ولا غذاء ولا هواء..!! ليس تعالياً ولا دفعاً للطبيعة ولا قلباً لنواميس الكون.. مطلقاً ..
إنما تلك هي الحقيقة المسلوبة إرادتها منذ أزمان سحيقة.. المنفية خلف أرتال من الوهم والكذب الزعاف..

المرأة تأنس بقرب الرجل وتواجده في حياتها.. حتى إحراقه لها يزكي روح انوثتها بطريقة ما.. يصقلها من حيث لا تعلم.. ومن حيث هو ذاته لا يعلم.
لكنه لا يتحول بقدرة قادر إلى ضرورة قصوى مهما بلغ منها مبلغ.. مهما كان ساحراً وآسراً.. مهما سُكنت به وتشربته في عروق جسدها.. مهما تنفسته وملأت حويصلات رئتها به.. لا يحدث مطلقاً أن يتحول حبها له ضرورة قصوى..!
إن كان للمرأة ضرورة ما.. فهي من نصيب طفلها فقط .. فإن غمرها الشعور بالأمومة تجاه رجلها هنا فقط سيصبح " ضرورة " ترعاه بصفحها وغفرانها وتدفعه لعليائه ورفعته.. وتراقبه بعين المحب المُشفق.

والرجل يظل تواقاً للمرأة في حياته مهما بلغ من العمر.. ومهما حقق من نجاحات.. ومهما غزى من عوالم وحضارات.. وطنه الوحيد " امرأة "
هي ضرورته القصوى وفراغه الكبير الذي قد يبتلعه إن لم يرتقه بأي امرأة..! لذا يظل يسيراً جداً عليه التنويع والتغيير بين نساءه وهذه مشيئة الله فيه.. حتى الدين دفعه للالتزام بوعد مؤجل في جنات الخلد بحور عين.

لذا لطالما دُفعت المرأة لجرف الاعتراف بحاجتها للرجل وتعلق أقدارها برقبته.. واكتمالها فقط من خلاله.. حتى إذا ما أصبحت في حياته وجدت نفسها لا شيء نكرة لا يُعرفها حتى اسمه..!
ذلك إن جهلها بذاتها وكيانها وحاجتها يورثها هذا الشعور فينعكس على حياتها مع شريكها وأبنائها وكل محيطها.. الكارثة أنها تظل متطلبه تنتظر من الرجل الذي ملكته حياتها أن يمنحها سر الحياة..!

ما أنا على قناعة منه أن الرجل - أي رجل - هو إضافة لحياتي جزء جميل يستحيل أن يتحول كلاً.. أو ضرورة..
إبداله سهل للغاية والتخلي عنه وارد جداً .
أنت وانا كوكبان في فلك ولستُ أحد أقمارك..!
وكل النساء للرجال ضرورة في عدة احتمالات .. وكل الرجال للنساء احتمال في عدة ضرورات .


لن يجعلك " ضرورة قصوى " إلا تميزك الذي يُلغي كل الاحتمالات الأخرى.

16‏/3‏/2013

عُــــرف القضــاة..!!






وهكذا حكم القاضي..


 مزمجراً ثائراً كعادته كبحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب..


" الحروف الصماء دائماً ما تبتر الصفة والحال ويتوه فيها التوجس والتخمين وضعف التفسير"

يهول المتهم عظم هذا الحكم من قاضي توسم فيه العدل..!
دائماً كان يراه ناصراً للمظلومين هادراً دم الطغاة المعتدين..
حكمه فيصلاً فيما أختلف فيه المختلفين.. ما طأطأ رأسه مهما حاول إخضاعه المتذاكين.. 
ولا ثنى عزمه كيد الكائدين.. كان مثالاً يطمح له الطامحين..


خدش الحكم قلبه وأدمى تطلعاته العظيمة في معنى العدل حيثُ عُرف القضاة..!

فالقضاة لهم أحكام تسك قضبان السجون وتجعلها صلبة كحالك الوجع في نفس المظلوم..
وهم يحترمون أحكامهم أكثر مما يحترمون العدالة في مُدان عمره مفقود..
وهم وصاة الحزن للـ إتمام على الرمق الأخير في إمكانية الاستئناف والمراجعة..
هم ببساطة يلبسون عباءة العدل لــ يُنزلون أصرم العقوبات وأشنعها..!


ثم ماذا..؟؟

يتلقى المتهم سيل من الحجارة الضخمة تنهال علية من قمة عالية تدكه دكاً..
وتنفيه في وادي الظلمات..
 يئن الوجع داخله مُفتتاً الناجي من أضلاعه..
تغسله دموعه برفق لتكون حنوطه الأخير قبل أن يوضع في قبره..

هو مات..!


وترك رسالة تحت وسادة أحلامه وآماله لقاضيه "المثال"

سيدي القاضي.. أما بعد

وبعد أن أُقبل يدكَ المعطاءة وجبينكَ المُبجل.. ثم يد القدر التي منحتني حكمكَ العادل..
أكتب وصيتي هذه بعد أن أسقتني يدكَ كأس المنون لـ أخبركَ فقط أني أعترض..!
لا أعترض على كل أحكامك بشأني وألبسها راضياً.. لكني أعترض على حكمك بشأن الحروف
حينما قلتَ: "الحروف الصماء دائماً ما تبتر الصفة والحال ويتوه فيها التوجس والتخمين وضعف التفسير"

فالحروف  يا قاضي القضاة ليست صماء..

ولا عمياء..

ولا خرساء..

بالحروف ألبستنّي حال وصفة  المُتهم.. بعدما صح التوجس والتخمين بكامل الأدلة وما ضعف حكمك عن التفسير حين حكمت فعدلت فأمنت فنمت.

الحرف روح يا روحي.. وصوتي أغنية كاذبة.


20‏/9‏/2012

أنثــــى






" أنظر إلى المرأة بعين غير العين التي ينظر بها الناس إليها ، وأن ألتمس لها من العذر - وإن زلت بها قدم- مالا يلتمسه لها أحد،وأن أنتصف لها من الرجل ما وجدت سبيلاً إلى ذلك ، حتى يديل لها الله منه." أنتهى


أين أنت سيدي "المنفلوطي" لتلتمس لنا عذراً ، نحن نقف بلا زلة على كلتا قدمينا وقليل من ينصفنا..!!

كنت أقرأ في كتاب النظرات في مقدمته أورد تلك الكلمات السابقة..
ضحكت في البداية لأني قِست بعض المواضيع في رأسي وأسفتُ جداَ..

للحق .. أنا كثيرة الاستطراد والالتفات "وخذ وهات" فأعذروني فتلك طبيعة النساء 
الثرثرة والكركرة والبعض "الفرفرة" من بيت أم أحمد لأم علي لأم محمد.. والساقية تسقي..!!


نعود لموضوعنا ولعله مازال في جعبتي لم أفصح لكم بعد عنه.. وكأن لسان حالكم يقول:(اللهم طولك يا روح)

سمعت عزيزاً ذات قديم يتحدث عن "أنثى" مع عزيز أخر ، وقبل البدء في حديثه قال: " أكرمك الله" ..!!!
كنت أنظر في حيرة للعزيزين في محاولة لفك طلاسم تلك العبارة التي ترفع أحدهم إلى مرتبة الكرامة عن ذلك "النجس"..!!

ومازلت في ذلك الوضع إلى أن رد الآخر "كَرِمت" وتيقنتُ أنني في أرض المترفعين عن الخطايا والزلات..


وبقيت تلك العبارة كــ لبنة أولى في حائط أنوثتي أمام "ذكر"

..قبل يومين كنت أتصفح أحد المنتديات القبلية  فوجدت من المواضيع المهمة والتي وشمت بخمس نجوم في لغة "الأنترنتاويين"..أي أنه موضوع اللحظة والساعة في الأهمية..!!

"مسمى أنثى" وتتبعت بدقة الحوار والقذائف الكلامية والدروع الواقية وخرجت سريعاً وأنا أضع يدي على رأسي.. 
كنت خائفة من أحد القذائف أن تَشُج رأسي فيتناثر ما جمعته به على مر سني عمري "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت"


للحق.. شعرت بخيبة وغصة مريرة..
انتباه يا مجتمع الذكور هذا استعطاف أحذروا تصديقي لأن (كيدهنَّ عظيم)


الخلاصة..
يقول الشاعر:
وما التأنيث لاسم الشمس عيب ....... ولا التذكير فخـــــــر للهلال


كنت أجد من الغرابة أن يتجه التفكير في لفظ "أنثى" جنوباً..!!
ولا يرتقي شمالاَ.. أو يسكن وسطاً في صدوركم مائلاً للجهة اليسرى..!!؟؟

وبعد أن بلغت من العمر عتياً ..تأكدت أن الأنوثة عيباً وجرماً ..
منذ بدأ وأد البنات ..وحتى "أكرمكم الله" ..وإلى لفظ "أنثى" المُعترف تماماً بكل ضعفه ونقصه وبساطته..

وبما أن كل لباس الأنوثة مدعاة للخنوع والدونية والطأطأة..!!
فإما أن تُسقط الإناث تاء التأنيث وتلبس عباءة الذكورة..

أو تحاول بقدر الإمكان الأغتسال من أدران أنوثتها..لتصبح "شيئاً" أي شيء خلا أنثى..!


ملاحظة أخيرة..
أعتذر من الجميع إن تطاولت أو قصرت فما زلت " أنثى" 

دمتم بود

عدم احترام القوانين





حسناً..
من الغرابة المنقطعة النظير.. التي يتحلى بها المجتمع العربي "الرومانسي"
(عدم احترام القوانين)
في كل بقعة من الدنيا على أمتداد العروبه وترامي أشلائها وتعدد أجناسها..
وتباين طباعها..وفبركة لهجاتها.. -هذا لغير الناطقين بالفصحى- !!

والأمثلة كثيرة جداً لن أقول أنها تُرهق كاهل النظام..إنما قد تخطف بـصره وبصيرته..
وتُدخل أصابعها في عينه من وقاحتها وجرئتها..مُنتزعة بصيص الأدب!

سأضرب لكم مثال صغير قريب من قلبي يضحكني كل ما تذكرته بشكل هستيري..
في أحد الأيام رافقتُ أمي -جعلني الله فداء أقدامها- إلى أحد المراكز التجارية تلك الضخمة للخردوات فهي مترامية الأطراف
كثيرة البضائع..يصعب تصنيفها..والإقبال عليها كارثي..!!
المهم..
بعد أن قضينا حوائجنا توجهنا لمنطقة المحاسبة وهناك صفان..
صف للنساء وأخر للرجال.. نظرت أمي بعينها الثاقبة فإذا صف الرجال أقل من مصيبة صف النساء..
فقررت سريعاً أن تشُّن حركة هجومية على صف الرجال..وعندما أنطلقت تتدحرج ..ورأيتُ وجهتها استوقفتها وقلت أنا سأحاسب..أرتاحي وأخرجي أنتِ..لم أكن أريد مناقشتها في تلك اللحظة ولا توضيح الأمر لها..
فهي في هذه الحال لن تسمعني..وأكثر ماسوف تقول: ريحينا من الفلسفة..!
ثم نظرت لي نظرة جانبية فاصلة وقالت: (لا والله راح ياكلوكي خليهم عليّ) "بمعني سـ يأكلوني" هكذا نيّه 
وهي لا تقصد السعر..فهذه المتاجر تضع أسعارها على السلعة بطريقة لاتسمح بالفصال.. لكنها تقصد الوصول لمنطقة المحاسبة..

وقفتُ جانباً فلما حاولت الدخول في الصف منعوها المسؤولين بعد أن أحتالت حيلتها هناك..
عادت لصف النساء ونظرت له فإذا هو يغيب في أخر المتجر..!!
فقررت أن تدخل في المنتصف..
وعندما حاولوا منعها أفرغت جعبة حيلتها إلى أن دخلت في منتصف الصف..
وأنا أرصدها من بعيد بعين المستسلم..ثم بعد أن أستوت كالمنتصر في قلب الصف نظرت إليّ نظرة الإنتصار وهزت رأسها بمعنى تعلمي....!
حاولت بعد وصولنا للمنزل أن أفهمها ضرورة الأهتمام بالنظام..
وقلت: لو كنتِ في أخر الصف لما رضيتِ أن يدخل قبلك المحتالين..!
لم ترد عليّ..وكانت تتعمد أن تشغل نفسها لكني متأكدة أنها سمعتني جيداً بل وأستوعبت..
أمي وأعرفها..

من الغريب..
أن نكره النظام وهو وسيلة فعالة للعطاء والأخذ بإنصاف..!
للأمانة ماجعلني أكتب هذه الأسطر ليست بساطة أمي..
إنما ما يتكرر من الخروق الجلية للكثير من الأمور
فلماذا الإصرار على وضع أنفسنا في مكان حرج مهما كان السبب..؟؟

حري بنا أن لا نسمح لأي لسان أو قلم أو توجيه ينال منا..!!

نحن نتميز بكامل الفهم 

دمتم أحبتي بود

2‏/7‏/2012

بين الرغبة والحاجة..






لم أستطع تجاهل الموضوع.. والمرور بهدوء والابتسام هذا الصباح لوجه الشروق الذي سريعاً ما يحجبه صفاقة عقول وقلوب البشر..

ولأن المنطق أصبح مصلوب على جدار الرغبة والحاجة..ولم يعد كسابق عهده من الصفاء والوضوح..وأصبح يؤول كما يحلو لمقتضى الحال..وبمقدار ما نتخلى عن القيمة الإنسانية وبمقدار ما نلغي المعاني الفاضلة ونحني رقبة الحق.. ننتصـــر..

ونتحول إلى أمم وقبائل مستذئبة ترصد حاجتها فقط وتعليها فوق كل شيء..!!

انصفنا المولى عز وجل..وتكابرنا على إنصافه!!

ستقول كيف؟؟ وتتشعب الأمثلة..
وعلى كثرتها إلا أني سأكتفي بمثال وهو السبب الذي دفعني لأكتب هذه الحروف التي لن تنصف أحداً ولن تغير قوانين القهر والجور وحياة الظلام والاستبداد وخوض الطغاة في أعراض أهل الفاقة والكرب وأمتصاص أرواح الضعفاء..

زواج المسيار..!!
أباطيل ما انزل الله بها من سلطان..وما نوع في كتابة الكريم أشكالاً وألواناً للزواج..!

كان صريحا وواضحا ومنطقيا عقلانيا قال تعالى: (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ) النساء 

أنصف المولى رغبة الرجل بأربع من النساء وأشترط بوضوح (
العــــدل) فأين المسيار وكل أشكال الزواج الاخرى من العدل؟؟!!
لم يناسب إنصاف المولى عز وجل  " السيد الرجل"  لذا أبتكر لرغبته مخارج يقنع نفسه بصحتها وتقواها وبرها وابتعاده بها عن المشبوه والحرام..محاولاً إسكات ضمير الحق أن وجد في داخله بإسكات رغبته النهمه..هو لم يحلل ولم يُفتي هو أتبع رجال الدين الصالحين وأصبح صالحاً ترى النور من وجهه الوضاء وعلامات الطهر وكثرة الصلاة ترتسم على جبينه..!!
ومن منطلق هذا الصلاح والانشغال بالتقوى تزوج " مسياراً " حيث أن وقته ضيق جداَ ولا يستطيع العدل..

وتتسع مساحة الخطأ البيّن الواضح وتشترك النساء به لذات السبب من الرغبة والحاجة..فهذا خيارها المتاح حينما تُغلق الأبواب في وجهها وتتعملق أمانيها وتسحقها الخيبة..

أخيراً..وكما قال صاحبنا الفاضل "ظروف الناس مختلفة ولم أجبر أحداً..أنا أبحث فقط! "
جميل أنه أنهى حديثة بعلامة تعجب حائرة كما وسع الحيرة من أهل هذا الزمان.
وحسبنا الله ونعم الوكيل وكفى..

دمتم بعدل

21‏/11‏/2011

المضطهدات السعوديات


[ 09:06:03 ص] راشد  ال  حمد يقول:(handshake)
[ 09:06:35 ص] راشد  ال  حمد يقول:صبحكم الله بالخيرات والبركات
[ 09:07:09 ص] راشد  ال  حمد يقول:هل تعرفي ما تعني الرجوله الراقيه؟؟
[ 09:33:35 ص] راشد  ال  حمد يقول:كما توقعت
[ 09:33:53 ص] راشد  ال  حمد يقول:انك امرأة مهزوزة الشخصية
[ 09:34:21 ص] راشد  ال  حمد يقول:لا تستطيعي لملمة الكلمات وتردي بالسرعه الممكنه
[ 09:34:52 ص] راشد  ال  حمد يقول:كما انك من السعوديه
[ 09:35:16 ص] راشد  ال  حمد يقول:والسعوديات حسب علمي وفهمي ليست لهن شخصيه لبقه
[ 09:35:30 ص] راشد  ال  حمد يقول:ولا يعرفن معنى الحياة والتعايش
[ 09:35:59 ص] راشد  ال  حمد يقول:كما فهمت لقد اثر فيكن النظام والحكر والكبت كثيرا
[ 09:36:04 ص] راشد  ال  حمد يقول:ادى الى
[ 09:36:18 ص] راشد  ال  حمد يقول:1 شخصية انطوائيه
[ 09:36:26 ص] راشد  ال  حمد يقول:2 تفكير غير منظم ومركز
[ 09:37:20 ص] راشد  ال  حمد يقول:3 عدم الرغبة في العيش بسلام والهجوم على الغير بكلام غير لائق
[ 09:38:18 ص] راشد  ال  حمد يقول:الكثير من الكلام في وقته
[ 09:38:24 ص] راشد  ال  حمد يقول:انا مشغول الان
[ 10:52:01 ص] من هنا،،،لأبعد مدى يقول:قد..أقول قد..نتحدث حين لا تكون منشغلاً سيدي..
[ 10:52:33 ص] من هنا،،،لأبعد مدى يقول:فأنا واقعه في حيرة واسعة..عما يجعلني أتحدث معك..!!
[ 10:58:22 ص] من هنا،،،لأبعد مدى: فأنا أحد أثنين..إما مُستفزه بحديثك وأحاول تبرئة ساحتي
أو مهتمه لرائيك وأحاول تصحيح الخلل المتقولب في أفكارك وبلا دراسة منطقيه..!



هذه محادثة بداية.. لا سابق لها بيني وبين هذا المتذاكي..!!

وكانت أخر حديث دار بيني وبينه..لليوم أتمنى أن ينتهي من انشغاله لأتحاور معه قليلاً..مجرد فضول داخلي وكم تمنيت اكتشافه على يد المحترم سابقاً.

استغرب كثيراً للأحكام المطلقة التي يصدرها الكثير من أمثال هذا الذكي والغير مبنية على أساسات سوى مفهومه المقلوب عن المرأة السعودية..!!
وهو ليس مفهوم خاص به وحسب..بل الكثير في العالم قاطبة يتمتعون بهذه النظرة المنحسرة خلف فرقعات إعلامية أو صورة جزئية..وأصبح موضوع المرأة السعودية "هاجس" أن أردتم للكثيرين..ومحاولة اكتشافها أشبه بمغامرة يسعى لها المغامرون ومحبي القفز المظلي (-:
ولا أعلم إن كانت تلك الرحلات للعوالم السعودية عن طريق الشبكة أضافت شيء لأخوتنا العرب في أصقاع المعمورة.

الحقيقة أني لا أهتم لتلك الاكتشافات بقدر اهتمامي بالاتهامات الباطلة والمبنية على رأي شخصي منحسر جداً..ولست بحاجة للدفاع عن السعوديات ورصف مآثرهن وكأنهن ملائكة منزلات من سماء عليين..لكننا نساء مثل كل النساء في العالم نحمل ذات الخصائص البشرية.
وإن كان هناك ميزة تميزنا فنحن ولدنا وتربينا في بيوت غلبها الطابع الديني "المتشدد نوعا ما"..لا فضل لنا هو فضل الله علينا وضعت صفة "التشدد" حتى لا يقول البعض أنني أذم بيوت المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
ومن الخطأ  ما يتوقعه الكثير عن أن المرأة السعودية مضطهدة وضحية ومواطنة من الدرجة الثانية كما حصل في أمريكا وفق قانون "جيم كرو"..وأننا في حاجة إلى حركة تحرر كما فعل السود على يد مارتن لوثر كينغ.

ولا أعرف من سيكون "كينغ" للمضطهدات السعوديات..!!
لكني أعرف ومتأكدة أن كل امرأة سعودية تحمل قوة وتحدي وصبر وإصرار وطموح وتميز وتستطيع إحداث فرق سيشهده العالم يوماً كما فعلت  "روزا باركس" التي لا يعرفها الكثير..كما لا يعرفون المرأة السعودية كما هي حقاً.

  دمتم بود