26‏/6‏/2013

الفرق بين الضرورة والاحتمال




لا يحق لعاقل بأي حال من الاحوال الاستهانة بأي احتمال مهما بدأ ضئيلاً كطفل أُجهض قبل أوانه.. وكأن صلته بعالم الأموات تبدو أقرب منها للحياة..!
كل الاحتمالات يقف خلفها إيمان عظيم يحولها لكيان يلامس أرض الواقع وربما لضرورات لا تستمر الحياة دونها.
وأكبر خطأ نقع فيه هو تحقيق الإحتمال السائد الموروث أو المتعارف عليه واعلائه حتى لو كان محض خرافة أو تهريج.. مُقنعين انفسنا بأنه ورقتنا الرابحة " ربّما " حيث أن ضماناته أكثر وأقوى..
و "ربّما " تلك تستمر في نخر قناعاتنا زماناً طويلاً لنتأكد انحيازنا للخطاء في لحظة ضعف.. لما لا نحتاجه ولا يمثلنا لأنه كان " فرصة متاحة " لا أكثر..!

هل يجدر بنا المثول للاحتمالات أم للضرورات..؟
وهل تمنحنا الحياة فرص متكافئة..؟
 والأهم.. كيف نعرف الفرق بين الضرورة والاحتمال..؟؟


بين حدود الاحتمالات وحد الضرورة القصوى خيط رفيع يأخذ بيد الضال لضالته
وما أنا على يقين منه أن " رجلاً " لن يكون ضرورة قصوى ولا ماء ولا غذاء ولا هواء..!! ليس تعالياً ولا دفعاً للطبيعة ولا قلباً لنواميس الكون.. مطلقاً ..
إنما تلك هي الحقيقة المسلوبة إرادتها منذ أزمان سحيقة.. المنفية خلف أرتال من الوهم والكذب الزعاف..

المرأة تأنس بقرب الرجل وتواجده في حياتها.. حتى إحراقه لها يزكي روح انوثتها بطريقة ما.. يصقلها من حيث لا تعلم.. ومن حيث هو ذاته لا يعلم.
لكنه لا يتحول بقدرة قادر إلى ضرورة قصوى مهما بلغ منها مبلغ.. مهما كان ساحراً وآسراً.. مهما سُكنت به وتشربته في عروق جسدها.. مهما تنفسته وملأت حويصلات رئتها به.. لا يحدث مطلقاً أن يتحول حبها له ضرورة قصوى..!
إن كان للمرأة ضرورة ما.. فهي من نصيب طفلها فقط .. فإن غمرها الشعور بالأمومة تجاه رجلها هنا فقط سيصبح " ضرورة " ترعاه بصفحها وغفرانها وتدفعه لعليائه ورفعته.. وتراقبه بعين المحب المُشفق.

والرجل يظل تواقاً للمرأة في حياته مهما بلغ من العمر.. ومهما حقق من نجاحات.. ومهما غزى من عوالم وحضارات.. وطنه الوحيد " امرأة "
هي ضرورته القصوى وفراغه الكبير الذي قد يبتلعه إن لم يرتقه بأي امرأة..! لذا يظل يسيراً جداً عليه التنويع والتغيير بين نساءه وهذه مشيئة الله فيه.. حتى الدين دفعه للالتزام بوعد مؤجل في جنات الخلد بحور عين.

لذا لطالما دُفعت المرأة لجرف الاعتراف بحاجتها للرجل وتعلق أقدارها برقبته.. واكتمالها فقط من خلاله.. حتى إذا ما أصبحت في حياته وجدت نفسها لا شيء نكرة لا يُعرفها حتى اسمه..!
ذلك إن جهلها بذاتها وكيانها وحاجتها يورثها هذا الشعور فينعكس على حياتها مع شريكها وأبنائها وكل محيطها.. الكارثة أنها تظل متطلبه تنتظر من الرجل الذي ملكته حياتها أن يمنحها سر الحياة..!

ما أنا على قناعة منه أن الرجل - أي رجل - هو إضافة لحياتي جزء جميل يستحيل أن يتحول كلاً.. أو ضرورة..
إبداله سهل للغاية والتخلي عنه وارد جداً .
أنت وانا كوكبان في فلك ولستُ أحد أقمارك..!
وكل النساء للرجال ضرورة في عدة احتمالات .. وكل الرجال للنساء احتمال في عدة ضرورات .


لن يجعلك " ضرورة قصوى " إلا تميزك الذي يُلغي كل الاحتمالات الأخرى.