16‏/3‏/2013

عُــــرف القضــاة..!!






وهكذا حكم القاضي..


 مزمجراً ثائراً كعادته كبحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب..


" الحروف الصماء دائماً ما تبتر الصفة والحال ويتوه فيها التوجس والتخمين وضعف التفسير"

يهول المتهم عظم هذا الحكم من قاضي توسم فيه العدل..!
دائماً كان يراه ناصراً للمظلومين هادراً دم الطغاة المعتدين..
حكمه فيصلاً فيما أختلف فيه المختلفين.. ما طأطأ رأسه مهما حاول إخضاعه المتذاكين.. 
ولا ثنى عزمه كيد الكائدين.. كان مثالاً يطمح له الطامحين..


خدش الحكم قلبه وأدمى تطلعاته العظيمة في معنى العدل حيثُ عُرف القضاة..!

فالقضاة لهم أحكام تسك قضبان السجون وتجعلها صلبة كحالك الوجع في نفس المظلوم..
وهم يحترمون أحكامهم أكثر مما يحترمون العدالة في مُدان عمره مفقود..
وهم وصاة الحزن للـ إتمام على الرمق الأخير في إمكانية الاستئناف والمراجعة..
هم ببساطة يلبسون عباءة العدل لــ يُنزلون أصرم العقوبات وأشنعها..!


ثم ماذا..؟؟

يتلقى المتهم سيل من الحجارة الضخمة تنهال علية من قمة عالية تدكه دكاً..
وتنفيه في وادي الظلمات..
 يئن الوجع داخله مُفتتاً الناجي من أضلاعه..
تغسله دموعه برفق لتكون حنوطه الأخير قبل أن يوضع في قبره..

هو مات..!


وترك رسالة تحت وسادة أحلامه وآماله لقاضيه "المثال"

سيدي القاضي.. أما بعد

وبعد أن أُقبل يدكَ المعطاءة وجبينكَ المُبجل.. ثم يد القدر التي منحتني حكمكَ العادل..
أكتب وصيتي هذه بعد أن أسقتني يدكَ كأس المنون لـ أخبركَ فقط أني أعترض..!
لا أعترض على كل أحكامك بشأني وألبسها راضياً.. لكني أعترض على حكمك بشأن الحروف
حينما قلتَ: "الحروف الصماء دائماً ما تبتر الصفة والحال ويتوه فيها التوجس والتخمين وضعف التفسير"

فالحروف  يا قاضي القضاة ليست صماء..

ولا عمياء..

ولا خرساء..

بالحروف ألبستنّي حال وصفة  المُتهم.. بعدما صح التوجس والتخمين بكامل الأدلة وما ضعف حكمك عن التفسير حين حكمت فعدلت فأمنت فنمت.

الحرف روح يا روحي.. وصوتي أغنية كاذبة.