20‏/9‏/2012

أنثــــى






" أنظر إلى المرأة بعين غير العين التي ينظر بها الناس إليها ، وأن ألتمس لها من العذر - وإن زلت بها قدم- مالا يلتمسه لها أحد،وأن أنتصف لها من الرجل ما وجدت سبيلاً إلى ذلك ، حتى يديل لها الله منه." أنتهى


أين أنت سيدي "المنفلوطي" لتلتمس لنا عذراً ، نحن نقف بلا زلة على كلتا قدمينا وقليل من ينصفنا..!!

كنت أقرأ في كتاب النظرات في مقدمته أورد تلك الكلمات السابقة..
ضحكت في البداية لأني قِست بعض المواضيع في رأسي وأسفتُ جداَ..

للحق .. أنا كثيرة الاستطراد والالتفات "وخذ وهات" فأعذروني فتلك طبيعة النساء 
الثرثرة والكركرة والبعض "الفرفرة" من بيت أم أحمد لأم علي لأم محمد.. والساقية تسقي..!!


نعود لموضوعنا ولعله مازال في جعبتي لم أفصح لكم بعد عنه.. وكأن لسان حالكم يقول:(اللهم طولك يا روح)

سمعت عزيزاً ذات قديم يتحدث عن "أنثى" مع عزيز أخر ، وقبل البدء في حديثه قال: " أكرمك الله" ..!!!
كنت أنظر في حيرة للعزيزين في محاولة لفك طلاسم تلك العبارة التي ترفع أحدهم إلى مرتبة الكرامة عن ذلك "النجس"..!!

ومازلت في ذلك الوضع إلى أن رد الآخر "كَرِمت" وتيقنتُ أنني في أرض المترفعين عن الخطايا والزلات..


وبقيت تلك العبارة كــ لبنة أولى في حائط أنوثتي أمام "ذكر"

..قبل يومين كنت أتصفح أحد المنتديات القبلية  فوجدت من المواضيع المهمة والتي وشمت بخمس نجوم في لغة "الأنترنتاويين"..أي أنه موضوع اللحظة والساعة في الأهمية..!!

"مسمى أنثى" وتتبعت بدقة الحوار والقذائف الكلامية والدروع الواقية وخرجت سريعاً وأنا أضع يدي على رأسي.. 
كنت خائفة من أحد القذائف أن تَشُج رأسي فيتناثر ما جمعته به على مر سني عمري "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت"


للحق.. شعرت بخيبة وغصة مريرة..
انتباه يا مجتمع الذكور هذا استعطاف أحذروا تصديقي لأن (كيدهنَّ عظيم)


الخلاصة..
يقول الشاعر:
وما التأنيث لاسم الشمس عيب ....... ولا التذكير فخـــــــر للهلال


كنت أجد من الغرابة أن يتجه التفكير في لفظ "أنثى" جنوباً..!!
ولا يرتقي شمالاَ.. أو يسكن وسطاً في صدوركم مائلاً للجهة اليسرى..!!؟؟

وبعد أن بلغت من العمر عتياً ..تأكدت أن الأنوثة عيباً وجرماً ..
منذ بدأ وأد البنات ..وحتى "أكرمكم الله" ..وإلى لفظ "أنثى" المُعترف تماماً بكل ضعفه ونقصه وبساطته..

وبما أن كل لباس الأنوثة مدعاة للخنوع والدونية والطأطأة..!!
فإما أن تُسقط الإناث تاء التأنيث وتلبس عباءة الذكورة..

أو تحاول بقدر الإمكان الأغتسال من أدران أنوثتها..لتصبح "شيئاً" أي شيء خلا أنثى..!


ملاحظة أخيرة..
أعتذر من الجميع إن تطاولت أو قصرت فما زلت " أنثى" 

دمتم بود

عدم احترام القوانين





حسناً..
من الغرابة المنقطعة النظير.. التي يتحلى بها المجتمع العربي "الرومانسي"
(عدم احترام القوانين)
في كل بقعة من الدنيا على أمتداد العروبه وترامي أشلائها وتعدد أجناسها..
وتباين طباعها..وفبركة لهجاتها.. -هذا لغير الناطقين بالفصحى- !!

والأمثلة كثيرة جداً لن أقول أنها تُرهق كاهل النظام..إنما قد تخطف بـصره وبصيرته..
وتُدخل أصابعها في عينه من وقاحتها وجرئتها..مُنتزعة بصيص الأدب!

سأضرب لكم مثال صغير قريب من قلبي يضحكني كل ما تذكرته بشكل هستيري..
في أحد الأيام رافقتُ أمي -جعلني الله فداء أقدامها- إلى أحد المراكز التجارية تلك الضخمة للخردوات فهي مترامية الأطراف
كثيرة البضائع..يصعب تصنيفها..والإقبال عليها كارثي..!!
المهم..
بعد أن قضينا حوائجنا توجهنا لمنطقة المحاسبة وهناك صفان..
صف للنساء وأخر للرجال.. نظرت أمي بعينها الثاقبة فإذا صف الرجال أقل من مصيبة صف النساء..
فقررت سريعاً أن تشُّن حركة هجومية على صف الرجال..وعندما أنطلقت تتدحرج ..ورأيتُ وجهتها استوقفتها وقلت أنا سأحاسب..أرتاحي وأخرجي أنتِ..لم أكن أريد مناقشتها في تلك اللحظة ولا توضيح الأمر لها..
فهي في هذه الحال لن تسمعني..وأكثر ماسوف تقول: ريحينا من الفلسفة..!
ثم نظرت لي نظرة جانبية فاصلة وقالت: (لا والله راح ياكلوكي خليهم عليّ) "بمعني سـ يأكلوني" هكذا نيّه 
وهي لا تقصد السعر..فهذه المتاجر تضع أسعارها على السلعة بطريقة لاتسمح بالفصال.. لكنها تقصد الوصول لمنطقة المحاسبة..

وقفتُ جانباً فلما حاولت الدخول في الصف منعوها المسؤولين بعد أن أحتالت حيلتها هناك..
عادت لصف النساء ونظرت له فإذا هو يغيب في أخر المتجر..!!
فقررت أن تدخل في المنتصف..
وعندما حاولوا منعها أفرغت جعبة حيلتها إلى أن دخلت في منتصف الصف..
وأنا أرصدها من بعيد بعين المستسلم..ثم بعد أن أستوت كالمنتصر في قلب الصف نظرت إليّ نظرة الإنتصار وهزت رأسها بمعنى تعلمي....!
حاولت بعد وصولنا للمنزل أن أفهمها ضرورة الأهتمام بالنظام..
وقلت: لو كنتِ في أخر الصف لما رضيتِ أن يدخل قبلك المحتالين..!
لم ترد عليّ..وكانت تتعمد أن تشغل نفسها لكني متأكدة أنها سمعتني جيداً بل وأستوعبت..
أمي وأعرفها..

من الغريب..
أن نكره النظام وهو وسيلة فعالة للعطاء والأخذ بإنصاف..!
للأمانة ماجعلني أكتب هذه الأسطر ليست بساطة أمي..
إنما ما يتكرر من الخروق الجلية للكثير من الأمور
فلماذا الإصرار على وضع أنفسنا في مكان حرج مهما كان السبب..؟؟

حري بنا أن لا نسمح لأي لسان أو قلم أو توجيه ينال منا..!!

نحن نتميز بكامل الفهم 

دمتم أحبتي بود